قل لبعض العراقيين

سلة العنب
قل لبعض العراقيين ...
يفرح العراقي كثيرا حين يعبر الحدود البرية مع احدي دول الجوار. في زيارة لبلد منها، او في حال قرر الهروب النهائي.لكنه لايشعر بذات المتعة حين تكون الطائرة الوسيلة التي يستخدمها. فهو لن يتمكن من رؤية المعبر الحدودي، ولا يستطيع الاستغراق في التأمل عبر المساحات الشاسعة من الارض المسكونة بالوحشة علي جانبي الطريق البري، مع اختلاف المناظر تلك بحسب البلد المجاور الذي يتوجه اليه المواطن. لاينسي العراقي حكايات بلاده المحزنة وخراب الماضي والقهر والموت الذي يأتي . لكنه مضطر ليري صورا جديدة، ويعيش حكايات اكثر حزنا وغربة، في الشارع وسط المدينة الكبيرة يقرر شراء -مقراضة- لاظفاره. يمر ببسطية فتاة جميلة، هادئة، ناحلة، حزينة، مستغرقة في التامل ترتدي الجبة وتضع الحجاب علي شعرها المخبوء تحت احزان لاتنتهي. الفتاة صاحبة البسطية،تعلمه بسعر المقراضة فيقول لها .. اشدعوه في العراق سعرها 250 دينار. فترد قائلة عراقيين فيقول لها: انت عراقية؟ نعم - ثم يبكي مرة اخري حين يتذكر وهو يكتب للقراء كلمة ثم يبكي فيبكي. فيعطيها. سعر المقراضة كما يحب ان يسميها. ثم يعطيها. نقودا اخري فترفض فيقول لها: غصبا عليج تاخذيهم انا اريد ان اعطيك كل فلوسي.لكن ما الحكمة؟
- فساكون مفلسا ايضا. من اي المناطق في العراق انت؟ من بغداد.
من اي الاحياء فيها؟ من الشعلة
في مطار باريس. نزل العراقيون التسعة. ثمان رجال مدججون بالحزن،وامراة مدججة بفكرة واحدة خرساء .قادهم الشرطي بمجرد النزول من الطائرة الي مخفر المطار.ليتحقق من هوياتهم اكثر، وياخذ صورة لكل جواز . ثم يوافق علي مرورهم ترانزيت كما يلفظها- الاخرون. في عاصمة دولة امريكية شمالية تهب عليها الرياح القادمة من المحيط. أخُِبْرًَ العراقيون التسعة انهم مضطرون لمراجعة السفارة الفرنسية في مونتريال، ليحصلوا علي الفيزا اللازمة لدخول مطار... شارل ديغول. وبعد مقابلة اتسمت بالجفاف مع رجل يتحدث الانجليزية لمترجمة تتحدث الفرنسية والانجليزية معا.دون ان تكون لها القدرة علي التحدث بالعربية.. وافق الرجل المتجهم علي منحهم فيزا. الصقها علي صفحة من صفحات كل جواز موبوء بانواع التاشيرات.
في عدد من الدول البعيدة يعيش العراقيون، في دوامة من الحزن. انهم مهاجرون مقيمون في تلك الاصقاع. يسمعون بالعراق،ولا يستطيعون العودة اليه. بعضهم يملؤه الياس. واخرون تملؤهم القسوة. واحد منهم.كاد ان يغفوا علي صورة ملونة لاطفال من اسرة اخته الصغار الذين ولدوا بعد هجرته وهم في بغداد. ظل ينظر الي الصورة القادمة من بغداد. وهو يقول: الله يحفظكم. الله يخليكم. الله يستركم. وينشر عليكم السلام.؟؟؟...
اوصاني بهذه الوصية: قل لبعض العراقيين. ان من يفقد سلة العنب. ليس من الواجب عليه ذبح الناس، ليستعيد السلة
تحياتي للجميع
اتمنه ان شاء الله كل عراقي يرجع اللعراق
.............

ما اصعب الهجرة سواء كانت بالطائرة او بالسيارة في اللحظة التي يبدئها العراقي بالسفر يبداء بالتفكير بالناس الذين تركهم خلفهم سواء كانو اصدقاء ام احباب ام اهل وما اصعب هذا اللحظات وما اقساها ويبداء بالتفكير كيف سيتعلم على الوضع الجديد وكيف سيكون استقبالة في الدولة التي سيزورها وكيفية العيش فيها وما اكثر العراقيين الذين يعانون من هذا الشي مهما كتبت ومهما اطلت لا استطيع ان اعبر عن هذه اللحظات المريرة وان شاء الله يرجع العراق لسابق عهدة ويبقى العراقي مرفوع الراس شكرا لك لتهييج المشاعر وما اقسى الغربة ولا اريد الاطالة عليكم تقبل مروري اخي روميو وشكرا لك

اشكرك اخي نورت المشاركه