فتح مقتل رئيس مجلس صحوة الانبار ستار ابو ريشة باب التكهنات والاحتمالات حول الجهة التي تقف وراء مقتله. فبعد عشرة أيام من مصافحة ولقاء ابو ريشة الرئيس الأميركي جورج بوش الذي وضعه في دائرة الضوء لقي ابو ريشة مصرعه بعبوة ناسفة اصطادته قبل ان يدخل منزله في الانبار.
ورغم ان الحكومة العراقية دانت اغتيال ابو ريشة واوفدت وزيري الدفاع والداخلية للمشاركة بمراسم تشييعه، وشكلت لجنة للبحث عن ملابسات الحادث، إلا أن هذا الموقف الحكومي لم يمنع قياديين في مجلس صحوة الانبار وشيوخ عشائر فيها وشخصيات من جبهة التوافق من توجيه اصابع الاتهام صراحة للحكومة العراقية وايران بالضلوع بعملية اغتيال ابو ريشة.
ولم تقتصر الاتهامات للحكومة وايران بالوقوف وراء الحادث وانما ذهبت الى حد اتهام قوة من فيلق القدس التابع للحرس الايراني بتنفيذ عملية اغتيال ابو ريشة كما ورد على لسان مؤيد الدليمي عضو مجلس صحوة الانبار. وبحسب الدليمي فإن هذه القوة تستخدم لتصفية وملاحقة خصوم حكومة المالكي ومعارضي النفوذ الايراني في العراق موضحا ان هذه القوة تتخذ من معسكر عند الحدود العراقية الايرانية وتقوم بتدريب عناصر موالية لايران على تنفيذ عمليات محددة في العراق، على حد قوله.
ولم يرجح المسؤول الامني في شرطة الانبار جبر الرشيد فرضية تورط القاعدة بمقتل ابو ريشة لانه يعتقد ان الانبار اصبحت خالية من عناصر القاعدة، ووجه اصابع الاتهام الى الحكومة العراقية بالوقوف وراء الحادث بعد النجاحات التي حققتها عشائر الانبار في تحقيق الامن والاستقرار في الانبار التي بقيت عصية ليس على الحكومة وانما على القوات الاميركية...!
وكشف عضو مجلس الانبار المقرب من ستار ابو ريشة الشيخ حاتم العيفان ان رئيس الحكومة نوري المالكي كان (مغتاظا وغير مرتاح) لعلاقة بوش مع ابو ريشة ومنحه الدعم الاميركي على حساب الحكومة العراقية الموالية لايران.واشار ان ابو ريشة فضّل عدم حضور المالكي للاجتماع الذي جمعه مع بوش وان استجابة الرئيس الاميركي لاستبعاد المالكي من هذا اللقاء قد اغضب المالكي وبطانته.
وفي معرض ترجيحه لفرضية ضلوع الحكومة العراقية بمقتل ابو ريشة اوضح ان عشائر الانبار استطاعت انجاز مهمة عجزت عن القيام بها الحكومة والاميركيون معا ما عزز نفوذ عشائر الانبار ورئيس صحوة مجلسها ستار ابو ريشة على حساب حكومة المالكي، لذلك اصبح ابو ريشة موضع ثقة الادارة الاميركية والاعتماد عليه لتنفيذ مهمات وواجبات اصبحت حكومة المالكي غير قادرة على القيام بها...!
ورأى القيادي في جبهة التوافق خلف العليان رفض ستار ابو ريشة طلبا حكوميا بترشيح بدلاء من صحوة الانبار ليحلوا محل وزراء التوافق المنسحبين من الحكومة بأنه كان يعكس الخلاف بين الرجلين والذي حاول المالكي استخدام ابو ريشة ضد جبهة التوافق. وقال ان المستفيد الوحيد لمقتل ابو ريشة هي (الحكومة وايران) اللتان وجدتا فيه حجر عثرة في طريقهما خصوصا بعد حصول ابو ريشة على الدعم الاميركي والوثوق به على حساب المالكي